المقاومة جاهزة وستحلق خسائر مدوية بالعدو في الحرب القادمة

مسلحين فلسطينيين

مع اقتراب الذكرى الخامسة لعدوان “2008-2009″، الذي حصد أرواح أكثر من (1500) شهيداً وأوقع آلاف الجرحى، وما حققته المقاومة بعدها من انتصارات في معركتي “بشائر الانتصار” و”السماء الزرقاء”، وأمام الفشل الذريع الذي منيَّ به الكيان الصهيوني على كافة الأصعدة، وبعد انتصار إرادة المفاوض الايراني بإقناع قادة الدول الست بحق بلاده بالتخصيب النووي السلمي، خرج المتطرفان “نتنياهو” و”ليبرمان” لتهديد قطاع غزة باجتياح بري، فيما أعلنت القيادة العسكرية الصهيونية عن تنظيم عمليات تدريب لمئات الجنود الصهاينة في المدن الصهيونية المحيطة بغزة، على اجتياح غزة، كأنهم بتلك التهديدات والتدريبات يريدون أن يلملموا بعضاً مما تبقى لهم من كرامة دفنت في التراب اللزج، لإقناع بعض الأطراف المنزلقين بهم.
استبعد خبراء عسكريون ومحللون سياسيون في الشأن الصهيوني في أحاديث منفصلة لـ”الاعلام الحربي” إمكانية إقدام الكيان الصهيوني على شن عدوان واسع ضد قطاع غزة ، مؤكدين أن الحرب ضد قطاع لن تكون نزهة وستكلف العدو الصهيوني الكثير.
العدو.. المعركة مسألة وقت
وشهدت مدينة عسقلان جنوب فلسطين المحتلة الاسبوع الماضي عمليات تدريب مكثفة لمئات الجنود الصهاينة من الوحدات الخاصة بمشاركة ناقلات الجند ومركبات عسكرية، ويؤكد قادة العدو أن هذه التدريبات تحاكي عملية عسكرية برية لاحتلال قطاع غزة، معتبرين أن المسألة مجرد وقت وليس قرار.
الى جانب الوحدات (المختارة) في الجيش الصهيوني يشارك في هذا التدريب العسكري سلاح البحرية الصهيوني وفقا لما نشره موقع صحيفة “معاريف”، وقد اقتحمت القوات المختارة يرافقها سيارات الجيب العسكرية وناقلات الجند الأحياء السكنية في مدينة عسقلان، في تدريب يعتبر هو الأوسع.
استغلال لورقة غزة لا أكثر
ومن وجهة نظر تحليلية يعتقد الخبير العسكري في الشأن الصهيوني، اللواء واصف عريقات، أن التهديدات الصادرة عن القيادة الصهيونية بشن حرب واسعة على قطاع غزة، تأتي من باب التهديد والوعيد والحرب النفسية الدعائية، ولأجل الضغط على العالم بورقة “غزة” بعد فشلها الأخير، واستدرك قائلاً: ” لكن باب الاحتمالات يبقى مفتوحاً على عدوان جديد ضد غزة دون الوصول الى حرب واسعة، كون التهديدات الأخيرة صادرة عن قيادة يمينية متطرفة كـ “نتنياهو” وليبرمان”.
وشدد عريقات على أن الكيان الصهيوني واهن وغير قادر على شن حرب واسعة على قطاع غزة التي بات يمتلك قوة عسكرية يحسب لها حساب، متوقعاً للعدو الصهيوني الذي لوحظ عليه في الحربين السابقتين البحث عن التهدئة في اليوم التالي لعدوانه على غزة ، هزيمة مدوية.
وقال الخبير العسكري في حديث خاص لـ”الاعلام الحربي” :” يبدو أن الفشل الصهيوني بإقناع العالم بالقضاء على المفاعل النووي الإيراني، أدى لفقد القيادة الصهيونية أعصابها وبالتالي اصبحت مرتبكة وغير قادرة على اتخاذ الخطوات السليمة، وخاصة ان (نتنياهو) كان أحد أهم أسباب صعوده في الانتخابات الأخيرة ، وعده للناخب الصهيوني تخليصهم من النووي الإيراني”، مؤكداً أن الكيان الصهيوني متأزم قيادة وقاعدة بسبب هذا الفشل الكبير بالنجاح الايرني بإقناع العالم بملفها النووي.
وأضاف: “الاتفاق الايراني مع الدول الست أفقد القيادة الصهيونية أعصابها، لأنها كانت تراهن على تحويل الانظار اتجاه إيران ، وشق الصف العربي، من خلال خلق عدو وهمي جديد ، تشكل على أثره تحالفات جديدة تستطيع من خلالها ان تبقي على مواصلة تهديدها لايران، وإذا ما تمكنت من جر الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها الغربيين للاعتداء على المفاعل النووي تكون نجحت، لكنها فشلت “، مجدداً التأكيد أن الكيان الصهيوني يسعى قدر الامكان الضغط على العالم والولايات المتحدة والغرب بورقة انهم سيقومون بعدوان جديد على قطاع غزة.
حرب بلا هدف
وأكمل عريقات حديثه قائلاً :” القيادة الصهيونية (العسكرية والسياسية) على قناعة تامة ان أي عمل عسكري على قطاع غزة غير مجدي، ولاسيما أن العدوانيين الأخيرين على قطاع غزة جلب لهما الويلات، والعزلة الدولية، وأخفقت كلا القيادتان في تحقيق أي من أهدافهما في الحربين، وتردت معنويات الجندي الصهيوني، بالتالي أي حرب جديدة ستكون خسارة إضافية للكيان ولقيادته، وخاصة أنها ليس على وفاق تام مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بالتالي من الصعب عليها اتخاذ قرار الحرب”، لافتاً إلى أن الاعتداءات الصهيونية بحق اهلنا في غزة مستمرة ، ولربما تشهد الأيام القليلة القادم ارتفاع لوتيرة الاعتداءات دون الوصول الى مرحلة الحرب.
وتساءل الخبير العسكري عن الهدف الذي تسعى لتحقيقه القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية من شن عدوان جديد على قطاع غزة، قائلاً:” ما هو الهدف الذي تسعى القيادة الصهيونية لتحقيقه وهي التي تفكر في اليوم التالي من عدوانها بالتهدئة؟ “.
وتابع عريقات قائلاً:” العمل العسكري ليس طارئاً بل محسوباً بدقة وله حسابات وله أبعاده السياسية وأهدافه السياسية “، مشدداً على حق المقاومة الفلسطينية بالتصدي لأي عدوان صهيونية بكافة الامكانات العسكرية التي تمتلكها.
الحرب لن تكون نزهة
أما المحلل السياسي في الشأن الصهيوني، أ. إسماعيل مهرة، فوافق حديثه رؤية الخبير العسكري واصف عريقات، مستبعداً شن عدوان واسع على قطاع في الوقت الراهن، لأنه لا يوجد لدى الجانب الصهيوني قرار أو دافع لشن عدوان جديد على قطاع غزة ـــ على حد قوله.
وأشار المحلل السياسي إلى أن العدو الصهيوني بعد عملية النفق الذي استهدفت ستة من جنوده شرق خان يونس، لم يصعد واكتفى بالرد الموضوعي في اطار محدود وضيق جداً، مؤكداً أن الفترة القادمة ستشهد توتر محدود لأجل الحفاظ التي التهدئة القائمة التي توفر حياة آمنة لمستوطنيه الذين يقطنون غلاف غزة .
وقال مهرة لـ “الاعلام الحربي”:” صحيح انه لا يمكن التكهن بالنوايا الحقيقة لقادة الكيان الصهيوني، لكن الذي يمكن قراءته جيداً أن التهديدات الصادرة عن القيادة الصهيونية مؤخراً، والتدريبات التي تجري جنوب فلسطين، ليست مقدمة لعدوان جديد على غزة ، انما تأتي من باب التهديد والوعيد والحرب النفسية”، مؤكداً أن الحرب على غزة لن تكون نزهة والمقاومة ستلحق الكيان الصهيوني هزيمة مدوية، واستطرد قائلاً :” لو كانت نزهة لقام أي قائد عسكري صهيوني بشن عدوان على غزة وقتما شاء دون إبداء حتى اسباب لذلك”.
وتابع حديثه قائلاً :”العدو يعرف أن ثمن أي عدوان على غزة لن يكون بسيطا، وسيكون الرد بقوة في عمقه، وسيشل كيانه ، ويجبر أكثر من نصف سكانه على لزوم الملاجئ لأيام وربما لشهور هذه المرة “، مؤكداً أن القادة العسكريين والأمنيين يدركون حجم القوة التي تمتلكها المقاومة، وهم الذين تحدثوا عنها للإعلام.
المقاومة تمتلك زمام المبادرة
وشدد مهرة على تمسك الكيان الصهيوني بالتهدئة أكثر من قوى المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن المستوى السياسي وخاصة حزب اليمين الذي يقود سدة الحكم يدرك حجم الخسارة التي ستلحق به اذا ما شن
عدوان جديد على غزة.
ويجزم المحلل السياسي امتلاك المقاومة اليوم لقوة تمكنها من المبادرة بشن عملية عسكرية دقيقة ومنظمة ومدروسة ضد العدو الصهيوني ، مؤكداً على حاجة قطاع غزة المحاصر لمثل هذه العملية في الوقت الراهن لجذب أنظار العالم الى ما تعانيه غزة من حصار انساني جائر.