الرئيس محمود عباس: رفضنا صفقة القرن وأبلغنا الاحتلال بتحمل مسؤولياته كقوة احتلال
غزة-“شرق”
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، أن القيادة الفلسطينية رفضت صفقة القرن جملةً وتفصيلًا، وأنها أبلغت إسرائيل عبر رسالة وجهت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه على حكومته تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال.
وأوضح الرئيس عباس خلال خطاب له أمام وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الطارئ الذي عقد في القاهرة لبحث “صفقة القرن”، أنه تم توجيه رسالتين لإسرائيل والولايات المتحدة، تم تسليمهما لنتنياهو والـ سي آي إيه، بأن إسرائيل ألغت الاتفاقيات الموقعة ونقضت الشرعية الدولية التي قامت عليها هذه الاتفاقيات، ولهذا تم إبلاغهم بأنه لن يكون هناك أي علاقة مع الجانبين، بما في ذلك العلاقات الأمنية في ضوء تنكرهم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية، وأنه على إسرائيل أن تتحمل المسؤولية كقوة احتلال.
وشدد الرئيس على أن القيادة الفلسطينية لن تقبل بالإدارة الأميركية وسيطًا وحيدًا لأي مفاوضات. مضيفًا “لا مكان على طاولة المفاوضات لأي جزء من الصفقة الأميركية”.
ولفت إلى أن العالم لن يقبل بالظلم المفروض على الفلسطينيين. داعيًا كافة الدول العربية لدعم وإسناد القيادة لمواجهة هذه الصفقة.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية ستتوجه للمجتمع الدولي، وأنه ستبحث عن حل بديل ولن تكون معدومة الحلول.
وأكد أنه رفض تلقي نسخة من الخطة الأميركية، كما أنه رفض تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال “رفضت استلام الخطة وتلقي اتصالات ترمب لأنني كنت أعرف أنه سيبني عليه بأنه قام بمشاورتنا”. مشيرًا إلى أنه لم يحدث أي اتصال مع إدارة ترمب لأنه لم يعد يصدقهم.
وأشار إلى أنه منذ بدأت الولايات المتحدة تعمل على ورقة المفاوضات لم يحصل أي تقدم في القضية الفلسطينية. مشيرًا إلى أنه التفى ترمب 4 مرات ووفده أتى 37 مرة إلى الأراضي الفلسطينية، ولم تثمر تلك اللقاءات شيئًا.
وبين أنه أبلغ ترمب أنه يريد بناء دولة فلسطينية يعيش شعبها بأمن وأمان واستقرار، وأنه يؤمن بأن الشعب الفلسطيني يستطيع العيش بدولة منزوعة السلاح.
وقال “تفاجئنا بعد شهرين من أول لقاء إيجابي مع ترمب، أنه يعلن بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وأوقف ما يقدمه لنا من مساعدات بنحو 840 مليون دولار، ولوكالة الغوث الدولية”.
وتطرق الرئيس عباس لتفاصيل صفقة القرن، مشيرًا إلى أنها تتضمن تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى. مبينًا أنها تشترط أن تكون “أبو ديس” عاصمة للدولة الفلسطينية المقترحة، وليس كل القدس التي احتلت عام 1967.
وبين أن الصفقة تنتزع 30 بالمائة من الضفة الغربية لصالح إسرائيل، ليتبقى للفلسطينيين من دولتهم التاريخية 11 بالمائة فقط، بعد ما كان لديهم 22 بالمائة. مشيرًا إلى أنها تمنح الإسرائيليين السيطرة الكاملة على ما هو غرب نهر الأردن.
وأشار إلى أنها تتجاهل قضية اللاجئين، وستعطي منطقة المثلث بسكانها العرب للفلسطينيين للتخلص منهم.
وبين أنهم اشترطوا على القيادة الفلسطينية لإثبات حسن النوايا، الاعتراف بيهودية إسرائيل ودولة بلا سيادة، وبالقدس عاصمة لإسرائيل ونزع سلاح غزة وإلغاء حق العودة. مشيرًا إلى أن الخطة تمنح إسرائيل صلاحية التطبيق الفوري بينما لا يحق للفلسطينيين ذلك إلا بعد 4 سنوات.
وقال “اعتقد أن ترمب لا يعرف شيئًا عن صفقة القرن، إنما من له علاقة هم الثلاثي اللي جنبه وهم فريدمان والولد كوشنير وغرينبلات وهم الذين كانوا ينقلون له أفكار نتنياهو”.
وأضاف “مجرد أن قالوا إن القدس تضم لإسرائيل، قلت لن أقبل بهذا الحل إطلاقًا، ولن أسجل على تاريخي ووطني أنني بعت القدس، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعًا”.
وأشاد الرئيس بردود الفعل الفعل الدولية والعربية من صفقة القرن. داعيًا العالم لدعم القيادة والشعب الفلسطيني لمواجهة هذه الصفقة ومن أجل تحقيق السلام والعدالة للقضية الفلسطينية.