الجبهة الشعبية: تدعو للجم الأصوات النشاز والوقوف في وجه التفرد والتنسيق الأمني

2

أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسئول فرعها في غزة جميل مزهر على ضرورة أن يبقى الصراع والاشتباك مفتوحاً مع الاحتلال الصهيوني الفاشي، طالما استمر في احتلاله لأرضنا، مشدداً على حق شعبنا في استخدام كل أشكال النضال المتاحة ضده بما فيها الكفاح المسلح، وخطف الجنود لاستبدالهم بأسرانا البواسل، داعياً جماهير شعبنا للجم الأصوات النشاز والاتجاهات النقدية المدمرة.. والوقوف في وجه نهج التفرد والتفاوض والتنسيق الأمني، معتبراً أن دور السلطة وأجهزتها الأمنية يتلخص في حماية أبناء شعبنا الفلسطيني ووقف التنسيق الأمني وليس لعب دور جهة محايدة .

جاء تأكيد مزهر خلال كلمة ألقاها باسم القوى الوطنية والإسلامية في وقفة جماهيرية حاشدة نظمتها القوى أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وجبهة العمل الطلابي ولجنة الأسرى واللجان والأطر المحيطة، الذين نظموا مسيرة أمام مقر الأمم المتحدة باتجاه مقر الصليب، رافعين أعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور الأسرى والقائد أحمد سعدات وأسرى الجبهة الإداريين، وصورة المناضل تشافيز، وهتفوا بالهتافات الداعية لمزيد من الوحدة والمقاومة في مواجهة الاحتلال وسياساته بحق أهلنا في الضفة وأسرانا، ورفضاً لسياسة التفريط والتصريحات التي تطلقها القيادة الفلسطينية.

وقال مزهر ” لا بديل عن استمرار المقاومة والانتفاض في وجه هذا الكيان الصهيوني المجرم، فالانتفاضة هي رافعة للنضال الوطني التحرري الفلسطيني، وليس عبئاً أو مدمرة لشعبنا. وهي حق وإنجاز أوصل صورة شعبنا ومعانياته للعالم أجمع”.

 واستدرك مزهر قائلاً: ” لكي نمهد لانتفاضة جديدة ومنظمة يجب أن نعمل وفق طريقين الأول هو تصعيد المقاومة ضد الاحتلال، والثاني هو ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وإنجاز المصالحة”.

وأضاف مزهر خلال كلمته: ” نخاطبكم جميعاً في هذه المسيرة الوطنية الجماهيرية الموحدة، لنبعث بالتحية لأهلنا الصابرين في الضفة الفلسطينية المحتلة، وسواعدنا الباسلة في سجون الاحتلال التي تقاوم المخرز… ولأبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان لنقول لكم… أن إرادتكم جميعاً ستبقى حرة لا تنكسر.. وأن الاعتداءات والجرائم الصهيونية لن تزيدكم إلا صلابة وقوة. ونحن في القوى الوطنية والإسلامية وجماهير شعبنا في قطاع غزة معكم ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما تتعرضون له.. فجرحكم هو جرحنا.. وألمكم هو ألمنا.. وانتصاركم هو انتصارنا.. نحن شعب وقضية ومصير واحد”.

وأوضح مزهر بأن التحديات على قضيتنا الفلسطينية تتصاعد على مختلف الصعد، وتتفاقم فيها التهديدات والمخططات والاعتداءات الصهيونية على مختلف الأوجه، مشيراً أنه لليوم السابع والخمسون على التوالي يخوض أسرانا البواسل إضراباً مفتوحاً عن الطعام ضد سياسة التنكيل التي تمارسها مصلحة السجون بحقهم، ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري، وفي الضفة المحتلة تشن الآلة العسكرية الصهيونية هجمة مسعورة ضد مدننا الصامدة في الخليل ونابلس ورام الله وجنين وبيت لحم، مؤكداً أنها لا تستهدف فقط الانقضاض على المقاومة والمقاومين واختطاف واعتقال قياداتنا المناضلة، بل لتنفيذ الخطة الأحادية الجانب التي هدد بتنفيذها رئيس وزراء العدو ” بنيامين نتنياهو” وهي وضع الضفة في كنتونات مغلقة ومقسمة وضم المستوطنات، وعزلها عن غزة التي ستبقى في إطار هذه الخطة تحت الحصار والعدوان والاغلاق.

وشن مزهر هجوماً حاداً على استمرار المراهنة على التسوية والمفاوضات والتنسيق الأمني، ودعوات التيئيس والإحباط والواقعية، وإنكار نضالات شعبنا وانتفاضته الباسلة ودماء شهدائه، مشدداً على أن المسئول الأول والثاني والأخير عن دورات العنف هو الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية والفاشية، وسياسة العقاب الجماعي التي تمُارس على شعبنا، داعياً الاحتلال للرحيل من أرضنا، متسائلاً ” لماذا يشن كل هذا العدوان على شعبنا بذريعة فقدان ثلاثة من المستوطنين، الذين يعيشون فوق الأرض الفلسطينية، ويمارسوا كل أشكال البطش والتنكيل بشعبنا، في حين أن الاحتلال يختطف ما يزيد عن 5000 آلاف أسير فلسطين، من بينهم المئات من المعتقلين الإداريين بدون أي وجه حق. فأين المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان مما يمارسه هذا الاحتلال المجرم !!”.

ودعا مزهر لضرورة إنهاء الانقسام، واستعادة وحدة شعبنا، والاتفاق على استراتيجية مواجهة وطنية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة، أو جبهة مقاومة موحدة للتصدي لأي عدوان، وتولي مسئولية قرار وأشكال الرد والأساليب، انطلاقاً من مصالح شعبنا، مشدداً على ضرورة مواجهة العدوان بموقف فلسطيني موحد وعدم صدور أي موقف مخالف للموقف الوطني في مواجهة هذه الهجمة المسعورة على شعبنا.

 وقد تخلل المسيرة الجماهيرية فقرة فنية وطنية ملتزمة للفنان حمادة الهباش، نالت حماسة الحاضرين والمضربين عن الطعام في خيمة الاعتصام.