غزة: بورصة السفر والموت على معبر رفح..من المسؤول..؟؟
اثار ما حدث في معبر خلال اليومين الماضيين حفيظة وغضب الكثيرين من مواطني قطاع غزة الذين رغبوا في السفر ومعظمهم من الذين انتظروا شهورا طويلة املين في تحقيق حلم السفر وبالذات من المرضى واصحاب الاقامات والطلاب.
الخلل الكبير بدأ يوم الاثنين اي قبل فتح المعبر بـ 24 ساعة عندما كان من المفترض ان يقوم المسافرون بتسليم جوازات سفرهم للصالة الخارجية لنقلها قبل 24 ساعة للجانب المصري والسفر يوم الثلاثاء والاربعاء.
يقول المواطن كمال العبد انه جاء الى المعبر صبيحة يوم الاثنين لتسليم جواز سفر زوجته ليفاجئ بان تسليم الجوازات قد انتهى الساعة العاشرة صباحا وليخبره العامون في الصالة الخارجية بالحرف “لقد اكتفينا وجمعنا جوازات سفر لـ 22 اتوبيسا” دون الالتفات الى اولوية او قدم التسجيل او الحاجة للسفر. ويتابع ” وقفت عاجزا عن وذهبت الى بوابة المعبر لاشكو ووجدت تعاطفا من الشرطي العامل على التليفونات الذي بدا يشكو للمسؤولين بان الناس غاضبة من طريقة جمع جوازات السفر بعشوائية مريبة فيما يترك الالاف هائمين دون امل”.
ويؤكد محمد ابو رحال ان ما يحدث خارج المعبر يثير الاسى والحزن متسائلا “كيف يسمح بالسفر لمن سجلوا اسماءهم في شهر مايو ويوينو ولا يسمح لمن هم قبل ذلك معتبرا ان ما حدث يوم الاثنين كان كارثيا وشكل اهانة كبرى لكل من حاول السفر ورغب في احترام النظام والقانون”.
وتابع “شعرت انني عبد ويائس ومهزوم ولا قيمة لي”مضيفا “نحن الفقراء والمساكين والذين لا نفوذ لنا او قدرة على الوصول الى المسؤولين الضحايا الحقيقيون للحصار ونزداد ضعفا مع الوقت واوضاعنا تنهار بصورة غير مسبوقة.
وقال”هناك اناس ياتون دون تسجيل ويخبرونك بذلك ويتحدوك بانهم سيسافرون في نفس اليوم ويحدث ذلك ..يالله ارحمنا وخلصنا من هالعيشة” مضيفا “صدقني ان عزاؤنا الوحيد هو انتا سنحشر من محمد صلي الله عليه وسلم لانه مات فقيرا مسكينا مثلنا “.
ويشير محمد الى بعض السياسيين الذين بداوا في التوافد الى المعبر قائلا “انظر كيف يعاملونهم باحترام متحديا ان يستمروا في الكافتريا المجاورة اكثر من نصف ساعة ” وفعلا يحدث ذلك امام مراى ومسمع الجميع.
الحاجة ام محمود تقول “رغم انني سجلت للسفر لم اتمكن وما يثير غضبي هو ذلك الرجل الجالس في الكافتريا على يسار المعبر والذي يعتبر وسيطا للسفر ” مجيبة “انه يطلب 1400 دولار لتسهيل السفر ويتعهد بتسفيرك خلال نصف ساعة”.
ويدور جدال بين الحاجة وسمسار بورصة السفر والذي رفض التنازل عن المبلغ المطلوب مؤكدا ان كل ما يتحصل عليه هو شخصيا لا تيعدى 100 دولار والباقي الى اين الله اعلم”.
وفجأة تنهار سيدة منقبة والتي لم يتبق على اقامتها في المملكة السعودية الا يومين وتذهب بعيدا مع سمسار السفر ولا ندري ماذا فعلت وكم دفعت؟..
خليل ابو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الانسان يطالب الحكومة بالتحقيق قي قيام بعض الاشخاص باستغلال حاجات الانسان لابتزازهم ماديا من اجل تسفيرهم” متسائلا “كيف ان يكون ذلك ومن المسؤول والى اين تذهب هذه الاموال؟ “. وقال ابو شمالة لـ “سما” انه هذه جريمة وعار وانحطاط غير مسبوق ويجب وقف بورصة السفر عبر اي وسيلة كانت .
وتابع “هذا الابتزاز الرخيص الحاصل على معبر رفح سيكون له اثاره المستقبلية لنظرة الناس لما يحدث” محذرا من الوقوف بصمت اثناء ارتكاب افظع الجرائم بحق الفقراء من غير القادرين على السفر عبر ابنزازهم ماليا.
من جهته اعتبر رئيس هيئة المعابر في قطاع غزة ماهر أبو صبحة إنّ إعادة إغلاق معبر رفح البري بين غزة ومصر مُجددًا بعد أن فُتح ليومين فقط للحالات الإنسانية يهدد مستقبل وحياة آلاف العالقين خاصة من الطلبة والمرضى الذين يحملون تحويلات طبية.
ودعا أبو صبحة الجانب المصري لفتح المعبر بشكل كامل ودائم ” لأن مصر الشقيقة تربطنا بها علاقة متينة وقوية، ونعمل سويًا للتخفيف من المعاناة لسكان قطاع غزة”، مشددًا على أن فتح المعبر هو الحل الوحيد والأمثل للأزمة الخانقة على المعبر.
وحول احتجاج المئات على بوابة معبر رفح مساء أمس قال: “هذا حق للمواطن أن يستاء ويحتج، لأنه بحاجة للسفر ، وأيام فتح المعبر غير كافية، ونحن نقوم بما هو منوط بنا للتخفيف من الأزمة”.