إسرائيل وسياسة ال” ستاتيكو “

thumb

درج  في الاعلام مؤخرا مصطلح “ستاتيكو” ( Status quo، هو بالأساس مصطلح  علمي (احصائي وهندسي) (ستاتيك اي ثابت ، قائم ، حالي)، وتم تحويره ليخدم مقولات ومعاني سياسية (تثبيت الوضع القائم ).

في السياسة الاسرائيلية تجاه الصراع مع الفلسطينيين، سياسة  “ستاتيكو ” كان الثابت تحقيق المشروع الصهيوني؛ بطرد الفلسطينيين واقامة دولة صهيونية على كامل الارض الفلسطينية، اما المتغير فهي اليات تطبيق هذا المشروع وفق المتغيرات والمعادلات الدولية.
بعد نكبة 1948، تم تهجير اكثر من 700 الف فلسطيني وتدمير عشرات القرى وقتل الاف من الفلسطيني  لإقامة المشروع الاستيطاني (دولة اسرائيل)،وبعد النكبة تدخلت الامم المتحدة  ليس لا عادة اللاجئين ولا لأنهاء الوجود الاستيطاني في فلسطين واقامة دولة فلسطينية، بل قالوا تعالوا نتعامل مع ستاتيكو أي ما بعد اقامة دولة اسرائيل والحديث على  الوضع القائم بعد النكبة، واستمرت اسرائيل بتنكرها للحقوق الفلسطينية واستمر المجتمع الدولي في نقاشة ماذا نفعل بعد هذا الوضع واخضع الامر للتفاوض في اروقة الامم المتحدة، واصبحت القضية قضية نزاع وليس اعادة حقوق مسلوبة.
وبعد النكسة، وطرت إسرائيل الاف من الفلسطينيين واحتلت الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، قالوا نتعامل مع ستاتيكو، ورغم صدور العديد من القرارات الدولية بضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة عام 1967،غير ان اسرائيل اصرت على الوضع القائم، بعد احتلال عام 1967 باشرت، بإنشاء المستوطنات في الاراضي المحتلة عام 1967 غير آبهين بمجتمع دولي وقرارات دولية.

وبعد اكثر من 150 الف مستوطن بالضفة عام 1993،جاء اوسلو وقالوا نتعامل مع ستاتيكو أي يوجد مستوطنات لا يمكن أخلائها، وقالوا تعالوا نتفاوض على الوضع الراهن، وبالمتغير تكثيف الاستيطان ليصل عام 2015 الى 650 الف مستوطن في الاراضي المحتلة عام 1967
وخلال اسلو وحتى اليوم أغرقت اسرائيل القدس الشرقية بأكثر من 150 الف مستوطن واعتبرتها جزء من دولة اسرائيل وحاولت تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا وفي مسعى لإضفاء حق يهودي  بالمسجد الاقصى، كان المتغير هو تكريس سياسات ضد المقدسيين والاقصى لفرض وقائع تهويدية، ولما رفضها شعبنا الفلسطيني وانتفض؛ وبعد ان اهملت الادارة الامريكية القضية الفلسطينية ودعمت السياسة الاسرائيلية (عدم ذكر القضية الفلسطينية في تصريحات اوباما وكيري)،انتفض شعبنا رافضا هذا الواقع ،جاءت اسرائيل برعاية امريكيو لتقول تعالوا نتعامل مع “ستاتيكو الاقصى”، وهنا بَدل من الثابت بان الاقصى جزء من الارض المحتلة عام 1967، اصبحت منطقة متنازع عليها ويجب وضع ترتيبات خاصة بناء على الوضع القائم ،ولمسنا ذلك بعد 12 يوم من الهبة الشعبية الاخيرة حين صرح كيري (نحن لا نستطيع اتخاذ موقف لأننا لا نعلم من المُخطأ في القدس)،وبعدها وبعد ان تفجرت الانتفاضة اكثر واكثر اضطرت امريكا لمساندة اسرائيل عبر الالتفاف على الفلسطينيين ومحاولة ابرام اتفاق مع الاردن (كون م-ت ف )اعطت الاردن حق الوصاية على المقدسات بالقدس )،بناء على الوضع الراهن (ستاتيكو القدس).

منذ عام 1949 حتى اليوم، تتحول اسرائيل الى دولة اكثر دينية واقل ديمقراطية، وحولت عبر تلك السنوات الحقائق التاريخية الفلسطينية، الى حقائق اسرائيلية مقبولة دوليا، وحتى مقبولة لأطراف عربية بناء على سياسات (التعامل على اساس ستاتيكو الاحتلال  الاستيطاني المتنامي).