فلسطين في ميزان نتائج الانتخابات الأمريكية واحدة بقلم رامز مصطفى

العالم منشغل هذه الأيام بالانتخابات الأمريكية ، لما
لها من تأثيرات مباشرة على مجمل الأوضاع على الساحة الدولية ، على اعتبار أن أمريكا وما تمثله حتى الآن من قطب أوحد لا زالت تتحكم في أكثر ملفات العالم حساسية وسخونة .فلسطين في ميزان نتائج الانتخابات الأمريكية واحدة
وقضية الصراع العربي – الصهيوني من بين تلك الملفات التي تؤرق الولايات المتحدة ، من خلفية سعيها الدؤوب إلى تحقيق أمن ” إسرائيل ” وجعلها دولة هي الأقوى في الواقع الإقليمي ، على حساب عناويننا الوطنية ، التي كانت وعلى جري العادة في أية انتخابات رئاسية أمريكية ، القاسم المشترك بين مرشحي الحزب الجمهوري والديمقراطي في التأكيد على أولوية ما يسميانه حق ” إسرائيل ” في الاستمرار والوجود ، وإظهار التعاطف معها إلى أبعد الحدود . وما أقرته إدارة أوباما مؤخراً من مساعدات عسكرية غير مسبوقة بلغت 38 مليار دولار على مدار عشر سنوات ، إنما جاءت لتدلل على مدى الالتزام الأمريكي ب” إسرائيل ” من جانب ، وعلى مدى تأثير اللوبي اليهودي في مجريات تلك الانتخابات من جانب أخر .
وخلال المناظرتين اللتين التقى فيهما المرشحين كلينتون وترامب في سباقهما إلى الرئاسة الأمريكية ، قد غابت القضية الفلسطينية عنهما ، لتحضر ” إسرائيل ” بقوة . وفي إظهار التعاطف والالتزام ذهب المرشح ترامب للقول : في حال الفوز سيعمل على الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان . وهذا ليس مرده إلى وجود 300 ألف ناخب أمريكي يقيمون في الكيان وحسب ، بل لأن ” إسرائيل ” ودعمها يمثل تعبيراً عن منظومة المبادئ الأساسية الأمريكية ، التي تلتزمها حيال ” إسرائيل ” .
لذلك علينا كفلسطينيين ألاّ نجنح في اتجاهٍ الاندفاع نحو التفاؤل أو الرهان على هذه الانتخابات ، لأن الأمر بالنسبة إلينا مع كلا المرشحين وفوز أحدهما في رئاسة البيت الأبيض سيان ، فهما لا يقدمان أي جديد سوى التفرغ مجدداً من أجل ممارسة المزيد من الضغوط والابتزاز علينا ، وإدخالنا مرة جديدة في دوامة المبادرات والتي تتقاطع جميعها عند شراء المزيد من الوقت للكيان الصهيوني في فرض وقائعه الميدانية على عناوين قضيتنا الوطنية وشطبها الواحد تلو الآخر