خبراء: الدولار الأمريكي سيستمر بالارتفاع لحين السيطرة على (كورونا).. والحل نهاية الأسبوع

غزة _”شرق “

يشهد الدولار الأمريكي مقابل الشيكل، ارتفاعات متتالية، في ظل تنامي حالة الذعر حيال فيروس (كورونا)، وتمسك الدولار بمكاسبه مقابل معظم العملات، بعد الكشف عن أن المستثمرين يواجهون نقصاً في الدولار مع تراجع أسواق الأسهم، بفعل مخاوف بشأن تأثر النمو العالمي بـ (كورونا).

قال المختص الاقتصادي البروفيسور أنور أبو الرب: سعر الدولار مرتبط بالأسواق المالية العالمية، فالهبوط الحاد الذي شهدته الأسواق المالية العالمية، وهبوط المستثمرين بالأوراق المالية وخاصة الأسهم، وانخفاض سعر النفط أيضاً، كل تلك العوامل أدت إلى ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، لأنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً مع الأوراق المالية، وسعر النفط.

سيستمر بالارتفاع لحين السيطرة على (كورونا)

وأشار أبو رب خلال حديثه مع “دنيا الوطن” إلى أن ضرب فيروس (كورونا) للعالم، وما ترتب عليه من تأثير على الأسواق العالمية، وانخفاض النمو الاقتصادي المتوقع والحالي في الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الصناعية مثل الصين واليابان، أدى إلى عزوف وهروب المستثمرين من الأوراق المالية، وبالتالي تحويل هذه الأوراق إلى سيولة نقدية، ما زاد الطلب على الدولار الأمريكي. 

وأوضح أن الدولار الأمريكي كما السلع، كلما زاد الطلب عليه يرتفع سعر صرفه بشكل ملحوظ، مقابل العملات العالمية الأخرى، مشيراً إلى أن هذا ما حصل حالياً مع الدولار الأمريكي، متمماً: ” الآن عادت الأسواق المالية إلى التعافي نوعاً ما بعد الهلع الكبير الذي حصل، يوم أمس، تعافت بعض الأسواق العالمية، وهذا قد يُصحح قليلاً سعر صرف الدولار، ويؤدي إلى استقراره نوعاً ما”.

وأكمل الخبير الاقتصادي: التوقعات التي خرجت عن المختصين والخبراء بالولايات المتحدة الأمريكية، أن مرض كورونا سيتفشى بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية على عكس ما حصل في الصين، التي استطاعت حصار المرض بسبب التزام المواطن الصيني بقرارات الحكومة، وتوجيهات وزارة الصحة. 

وتوقع أن تؤدي تلك المعلومات إلى هلع العالم بشكل كبير، وسيؤدي بالتالي إلى انخفاض الاستثمار بالصناعات الأمريكية والتكنولوجيا، مما سيؤدي إلى عزوف وهروب المستثمرين عن شراء الأسهم، وبيعهم الأسهم، وهروبهم من الأوراق المالية، وبالتالي سيزداد الطلب على الدولار، ويؤدي أيضاً إلى ارتفاع الدولار، لحين السيطرة على (كورونا) وإعادة الانتعاش الاقتصادي إلى الأسواق العالمية، واقتناع المستثمر بالعود للاستثمار بالأوراق المالية، بالإضافة إلى ارتفاع سعر النفط، وبالتالي ينزل سعر الدولار، ويستقر. 

قرارات جديدة نهاية الأسبوع 

بينما قال أستاذ الاقتصاد، والمحلل المالي أمين أبو عيشة: العوامل التي أدت لارتفاع سعر الدولار متعددة، أبرزها الإشكاليات التي حدثت مع روسيا الأوربية باجتماع (أوبيك) الأسبوع الماضي، وكان من المفترض أن يكون تخفيض في كميات الإنتاج من قبل السعودية وروسيا، ولكن هذا الأمر لم يحدث، وبالعكس كان هنا حديث عن إمكانية زيادة الإنتاج. 

وأضاف أبو عيشه : طالبت وزارة النفط السعودية (أوبيك) بزيادة الإنتاج مليون برميل نفط يومياً، وكذلك فعلت الإمارات العربية، هذا أدى إلى انهيار كبير في أسعار النفط من مستويات 59 دولاراً للبرميل، إلى مستويات 33 دولاراً للبرميل، هذا من جهة على اعتبار أن سعر النفط يُقيم بالدولار، وأنه عملة احتياط عالمية.

وتحدث المحلل المالي عن تأثير (كورونا) على الأسواق المالية، قائلاً: (كورنا) عمل على انهيارات متتالية في الأسواق المالية نتيجة للذعر، وعدم إقبال المستثمرين على شراء الأسهم وخصوصاً بالشركات الصناعية والإنتاجية، وهذا أدى لبطء وركود المنظومة الاقتصادية العالمية.

وأكمل: كانت هناك انهيارات في الأسواق الأوروبية والأمريكية والآسيوية، وهذا أدى لأن يكون هناك تجنح من قبل المستثمرين لشراء الأصول ذات السيول العالية، وأبرزها الأملاك التقليدية في مقدمتها الدولار، كذلك حدث الأمر في الأسواق الرقيمة، وهوت بشكل متتالٍ، كذلك هناك علاقة عكسية بين الذهب والدولار، ولكن هذه المرة كانت العلاقة طردية، فزاد سعر الدولار، وانخفض سعر الذهب، وكذلك انخفضت الأسواق المالية، وأسعار الأسهم والسندات، كان مفروض أن تكون العلاقة عكسية، لكنها كانت طردية.

وأشار إلى أن إعلان الولايات المتحدة لحالة الطوارئ، سيؤدي إلى استمرار حالة الارتفاع للدولار، مستدركاً: في 18 آذار/ مارس، هناك قرار للبنك المركزي الأمريكي، بتخفيض سعر الفائدة على الدولار، ولكن المشكلة هل سيخفض نصف% من سعر الفائدة أو ترجع للفائدة على الدولار بمعدل قريب من المعدلات الصفرية”.

وختم: هناك أزمة مالية، ولكن هل هذه الأزمة مؤقته أم غير مؤقتة هذا ما سيتم تبيانه في نهاية الأسبوع، والجاري تداوله يوم الاثنين، ولكن تدخل البنوك المركزية في الأسواق العالمية، وشراء أصول لبعض الشركات، وجزء كبير من العملات المالية، أوقف النزف لكنه لم يضمد الجرح.