إسرائيل تدرس فرض السيادة على الأقصى

صورة تعبيرية

[highlight]شرق الإعلامية[/highlight] –

قبيل ساعات من مناقشة مقترح إسرائيلى بإخضاع المسجد الأقصى المبارك للسيادة الإسرائيلية بدلًا من الأردنية فى الكنيست (البرلمان الإسرائيلى)، أصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات دارت، صباح أمس، بين القوات الإسرائيلية ومصلين فى باحات المسجد الأقصى، فى القدس المحتلة، بعد اقتحام قوات الاحتلال المسجد بأعداد كبيرة.

واندلعت المواجهات، أمس، بعد أن حاولت قوات الشرطة إخراج أعداد كبيرة من المرابطين فى المسجد بالقوة، بعد أن توجهوا إلى هناك لمنع جماعات يهودية متطرفة من اقتحام المسجد. وقالت مصادر فلسطينية إن ١٥ متظاهرًا فلسطينيًا أصيبوا بالرصاص المطاطى، فيما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن شهود عيان قولهم إن ٣٠ فلسطينياً أصيبوا بالاختناق، إثر إطلاق القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاه المصلين، فى الوقت الذى شددت فيه من حصارها للمسجد، مانعة من هم دون الخمسين من دخوله.

وأعلن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكى روزنفيلد، اعتقال ٣ فلسطينيين خلال الاشتباكات، زاعمًا أن قواته «استخدمت وسائل تفريق المظاهرات إثر رشق فلسطينيين زواراً يهوداً بالحجارة»، وأضاف أن «توترًا شديدًا» ساد المكان قبل مناقشة مشروع فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى فى أروقة الكنيست، فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن مصادر فى الشرطة الإسرائيلية قولها إن «٣ عناصر من الشرطة أصيبوا بجراح» خلال مواجهات «الأقصى».

من ناحيتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية، فى بيان، من أن «هذه الاعتداءات (على الأقصى) لا تشكل خطرًا على المقدسات فقط بل تخلف مناخًا سيؤدى إلى تزايد العنف والكراهية»، مطالبةً الحكومة الإسرائيلية بوقف «كل أنواع الاستفزاز»، وبينما طالبت حركة «فتح» أبناء الشعب الفلسطينى بالدفاع عن «الأقصى»، دعت حكومة حركة «حماس» المقالة فى غزة إلى عقد لقاء عربى عاجل من أجل توفير آليات عاجلة لحماية المسجد ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، محذرة من أن أى مغامرة إسرائيلية غير محسوبة تجاه الأقصى «قد تكون النقطة التى تغير وجه المنطقة».

من جهتها، أعلنت مؤسسة «الأقصى للوقف والتراث»، أمس الأول، إن «ما يزيد على ١٧٢٠ إسرائيليًا اقتحموا المسجد منذ بداية العام الجارى.

وقبيل ساعات من مناقشة اقتراحه بفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، اعتبر موشيه فيجلين، النائب الإسرائيلى من حزب الليكود اليمينى، الذى يتزعمه نتنياهو، أن ثمة «فرصة تاريخية» لوضع الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية، داعيًا «جميع أعضاء الكنيست إلى التصويت لصالح اقتراحه». ونشر فيجلين مقطع فيديو على صفحته بموقع «فيس بوك» يظهر فيه أثناء اقتحامه المسجد الأسبوع الماضى.

وفى الوقت نفسه، رفض رئيس الكنيست، يولى أدلشتاين، طلب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى وقف إجراء نقاش حول فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى، وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن فيجلين أجرى اتصالات مع ممثلى رئيس الوزراء والائتلاف الحكومى فى مسعى للتوصل إلى صيغة متفق عليها لمشروع البيان الختامى للنقاش، «إلا أن جميعها باءت بالفشل»، فيما نقلت الإذاعة عن مصادر بديوان رئيس الوزراء قولها إن نتنياهو يسعى إلى إسقاط أى صيغة تنص على تغيير الوضع القائم فى الحرم القدسى.

كان نتنياهو قد أعلن مسبقًا معارضته كليًا لاقتراح فيجلين، الذى يقول المعلقون إنه ليس له أى فرصة فى أن يُعتمد بسبب عدم وجود تأييد كافٍ له، وذلك فى إطار حرص السلطات الإسرائيلية على الحفاظ على عملية السلام مع الأردن.

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أمس، إن رسائل وصلت إلى نتنياهو من العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ومن السلطة الفلسطينية تحذر من تغيير الواقع القائم فى الأقصى، على اعتبار أن ذلك من شأنه «إشعال المنطقة بأسرها».

من ناحيتها، هاجمت المعارضة الإسرائيلية مقترح فيجلين، إذ اعتبر عضو الكنيست عن حزب ميرتس اليسارى، ميخال روزين، أن الهدف منه هو «إثارة الفوضى والعنف لإجهاض جميع المحاولات لتحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين»، بينما وصف النائب عن حزب العمل، ايتسيك شمولى، المقترح بأنه «أحمق».

وفى الأردن، دعا حزب جبهة العمل الإسلامى المعارض، الذراع السياسية للإخوان المسلمين فى الأردن، إلى تجميد اتفاق السلام مع إسرائيل، بسبب مناقشة الكنيست مسألة «بسط السيادة الإسرائيلية» على الأقصى، فيما قال النائب الأردنى، خليل عطية، إن مجلس النواب الأردنى سيتخذ خلال ساعات «موقفًا حاسمًا» تجاه العلاقات مع إسرائيل حال مضى الكنيست فى مناقشة رفع الوصاية الأردنية عن الأقصى، دون أن يوضح طبيعة التحرك.

وتأتى التوترات فى باحة الأقصى متزامنة مع الذكرى العشرين لمجزرة الحرم الإبراهيمى الشريف، حين فتح المستوطن الإسرائيلى باروخ جولدشتاين النار من بندقيته داخل الحرم الإبراهيمى بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، عند صلاة فجر الجمعة ٢٥ فبراير ١٩٩٤، فقتل ٢٩ فلسطينيا وجرح نحو ٢٠٠ آخرين، قبل أن يسيطر عليه المصلون ويقتلوه، وهى المجزرة التى اتخذت بعدها إسرائيل ترتيبات خاصة لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود.

المصدر: وكالات