مناقشة كتاب ألق الصمود وقلق المبادرات، للكاتب الأستاذ رامز مصطفى | بالصور
بدعوة من الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين – فرع لبنان، وبالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة الجنان, وبحضور ممثلين عن الفصائل والأحزاب والقوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية، وشخصيات من المثقفين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، أقيمت ندوة لمناقشة كتاب “ألق الصمود وقلق المبادرات – الحرب على غزة 2014” للكاتب الأستاذ رامز مصطفى جبارين، قدمها وأدارها الإعلامي القدير الأستاذ عماد العيسى، وشارك فيها الدكتور عاطف عطية “المدير السابق لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية”، والدكتور رامز الطنبور “عميد كلية الإعلام في جامعة الجنان”، وذلك مساء يوم الثلاثاء الواقع فيه 25 تشرين الأول 2016، في قاعة المؤتمرات، في جامعة الجنان – طرابلس – لبنان.
إفتتح الندوة الأستاذ عماد العيسى مرحبا بالحضور الكريم، ثم بالنشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني، ثم قدم بإيجاز لمحة عن الكتاب وأهميته في زمن نحن بأمس الحاجة فيه لتوثيق الأحداث والتاريخ, مؤكدا أن كتاب “ألق الصمود وقلق المبادرات” هو عبارة عن توثيق علمي وعملي في آن، استطاع الكاتب أن يثبت من خلاله فشل العدو الصهيوني في حربه ضد أهلنا الصامدين في غزة، مقدما شرحا عن الأسباب التي سبقت الحرب، ووثق النتائج الأساسية للعدوان الصهيوني على غزة، وفي أولوياتها ارتقاء 2310شهداء، وما يزيد عن 10626 جريحا، وكم هائل من الدمار الذي طال المنازل والمدارس ولم يوفر دور العبادة.
ثم ناقش المدير السابق لمعهد العلوم الاجتماعية الدكتور عاطف عطية الكتاب مؤكداً أنه بعد قراءته ترسخت في ذهنه ثلاث مسائل في التعاطي مع الشأن الفلسطيني وهي أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، لا امكانية للانتصار إلا بالوعي والمعرفة وتجاوز الذات الضيقة إلى فضاء الشأن العام، والأخيرة أن الكلام وحده لا يكفي، فعلى قدر القوة والتماسك والتضامن والإيمان بوحدة المصير تتحقق الأهداف.
وأكد الدكتور “عطية” كيف أجاد الكاتب في تحليله للحرب على أرض غزة في العام 2014، وتعرّف من خلال الكتاب على جغرافية القطاع ومدنه وأهم موارده، وموضوعية الكاتب التي تحلّى بها من خلال إظهار تفاصيل الجبهات الداخلية المتقابلة والتأكيد على تفتت الجبهة الداخلية الصهيونية وتماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية، هذا بالإضافة إلى تفاصيل القوى الصهيونية والفلسطينية وتفاصيل العدوان بكل همجيته، وما قامت به المقاومة من ردّ على هذا العدوان، بمنهجية توثيقية أظهرت التفاوت الكبير بين القوتين المتقابلتين في الأعتدة والأعداد، غير أن المقاومة لقّنت قوى الاحتلال دروساً لم تتوقعها.
أما عميد كلية الإعلام الدكتور رامز الطنبور فاعتبر أن الكاتب وفّق باختياره لعنوان كتابه، شارحاً استعراض المؤلف للمواقف من الحرب على غزة، الدولية منها والعربية، المبرّرة والمستنكرة والموقف الفلسطيني وتطوره، شارحاً تسليط الكاتب الضوء على الإعلام العربي وتغطيته للحرب على غزة بين إعلام مدافع وإعلام متواطئ حاقد يحمل في خلفيته سياسات النظام الذي يحتضنه.
أما الصمود فكان متعدد الأطراف والاتجاهات حسب الدكتور “الطنبور”، إن على المستوى العسكري أو النفسي أو على المستوى الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي حيث تحوّلت ثقة الناس من الإعلام التقليدي إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وما شهدته الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية من تحركات وتظاهرات وندوات مندّدة بالحرب العدوانية على القطاع؛ كما حرص الكاتب على الموضوعية في بحثه والتحقّق من أكثر من رأي، عارضاً الرأي والرأي الآخر، وصولاً للتحليل وعرض النتائج.
في ختام الندوة كانت كلمة الكاتب الأستاذ رامز مصطفى جبارين شاكراً فيها جامعة الجنان وكلية الإعلام على استقبالها لهذه الندوة، معتبراً أن كتابه “ألق الصمود وقلق المبادرات” هو إهداء لأرواح الشهداء المطهّرة ولسائر الأسرى الأبطال، شارحاً أنه حاول في كتابه تسليط الضوء على الجرائم الصهيونية المتمادية ضد شعبنا في قطاع غزة، وما تضمنه الكتاب ليس سوى معلومات كمادة توثيقية، على أمل أن ينضم إلى أسرة المكتبات الفلسطينية والعربية.
ثم قدّم “جبارين” بعدها مجسّم خريطة فلسطين للمناقشين عربون شكر وتقدير، ووقّع كتابه للحضور.