20 إصابة تُعيد (الحصبة) لقطاع غزة.. وهذه الفئات المُعرضة للإصابة

غزة – شرق

عاد شبح (الحصبة) المعدي ليضرب بقوة، عبر الانتشار السريع في مختلف مناطق العالم، فبعد أن قضى عليه العلماء في ستينيات القرن الماضي، عبر إنتاج لقاح مضاد للمرض، والقضاء عليه، عاد الفيروس مطلع العام الحالي، حيث سجل العالم نهاية شهر تموز/ يوليو 2019 أكثر من (365) ألف إصابة في (182) دولة وهو أعلى مؤشر منذ عام 2006.

بالنسبة لقطاع غزة، كشف مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة بغزة، الدكتور مجدي ضهير، وجود 20 حالة مصابة بمرض الحصبة في قطاع غزة، حيث سُجلت أول حالة في الشهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وبدأت الحالات بالتزايد.

وأضاف ضهير في تصريح خاص: “غزة جزء من هذا العالم، الذي عاد انتشار مرض (الحصبة) فيه حالياً بعودة غير محمودة، نتيجة انهيار أنظمة التطعيم في الدول المجاورة التي كانت تسيطر على المرض فيما مضى، بسبب الحروب الأهلية التي حدثت بها، كسوريا والعراق والأردن ولبنان، بالإضافة لإسرائيل التي لا يتلقى الملتزمون ديناً فيها التطعيم، وكل تلك العوامل أعادت الحصبة لكل دول المنطقة، وبالتالي وصلت لنا في قطاع غزة”.

وعن كيفية اكتشاف المرض، أوضح أن التشخيص بناء على ظهور الطفح الجلدي، بالإضافة لارتفاع درجة الحرارة، وهي أعراض أولية تدل على احتمالية الإصابة بالمرض، ويتم التأكد من الأمر عبر استشارة الطبيب عن طريق الفحوصات المخبرية الموجودة في وزارة الصحة.

وأشار أن مرض (الحصبة) في الغالبية العظمى مرض بسيط، يمكن علاجه، ويمكن شفاؤه بدون تدخل علاجي، وعلاجه يتمثل في علاج الأعراض بخافض للحرارة وخافض للسعال بسبب أعراض الرشح التي تصاحب هذا المرض، ويختفي الطفح وتنخفض الحرارة خلال 5 إلى 7 أيام بدون أي مضاعفات بشكل عام.     

وأصدرت منظمة الصحة العالمية إحصائية تكشف أن 10% من حالات الحصبة، تؤدي إلى الوفاة، وتواجه النساء اللاتي يُصَبْن بالحصبة أثناء الحمل خطر الإصابة أيضاً بمضاعفات شديدة، وقد ينتهي حملهن بالإجهاض أو الولادة المبكرة. 

إن أغلب الوفيات الناجمة عن الحصبة تحدث نتيجة لمضاعفات المرض، وتشمل المضاعفات الأشد خطورة الإصابة بالعمى والتهاب الدماغ (وهو التهاب يسبب تورم الدماغ) والإسهال الشديد وما يرتبط بذلك من حالات جفاف أو التهابات الأذن أو الجهاز التنفسي الحادة، كالالتهاب الرئوي.

وقال الدكتور ضهير: من يملكون المناعة ضد (الحصبة) هم الأشخاص المصابون بهذا المرض في صغرهم، فهذا يعطيهم مناعة طول العمر، ولا يُصابون مرة ثانية طوال حياتهم، أو الأشخاص الذين تلقوا لقاحاً فهذا يعطيهم مناعة مدى الحياة.

وأوضح أن خطورة المرض، تكمن في سرعة انتشاره، وأن الفئات المعرضة للإصابة هم: الأطفال غير المطعمين، أي ممن هم دون (السنة) لأن التطعيم الأول للطفل يُعطى على سن 12 شهراً، والتطعيم الثاني على عمر 18 شهراً، بالإضافة للنساء الحوامل غير المطعمات، وكبار السن غير المطعمين، بالإضافة لكل شخص لم يتعرض للحصبة في صغرة.

وأردف: الطفل الأقل من سنة، يمكن أن يصاب بالحصبة لو تعرض للعدوى، في أول 6 شهور يحصل على المناعة من والدته، أما من 6 شهور لسنة فللأسف هذه فئة غير محصنة، لكن اللقاح الموجود في الصحة لا يمكن إعطاؤه لمن دون 12 شهراً، لأنه لا يؤتي مفعوله في هذا العمر، وهذه الفئة لا تخرج من المنزل بالعادة إلا لأسباب محدودة جداً. 

وطمأن مدير الطب الوقائي المواطنين قائلاً: “عدد الإصابات لا يخيفنا إطلاقاً، فالجمهور لدينا محصن من خلال التطعيم، ونسبة التطعيم لدينا عالية جداً، وبالتالي الغالبية العظمى من الناس لن يصابوا بذلك المرض، وسيبقى انتشاره محدوداً جداً، ولن يُشكل أي خطر على الصحة العامة. 

وشدد على أن التحصين من المرض لا يمكن إلا بـ (التطعيم)، في كافة أنحاء العالم، والغالبية العظمى من فلسطين محصنين من المرض، فالجميع حصل على جرعتين تطعيم منذ الثمانينات.

وتصف منظمة الصحة العالمية (الحصبة) بالمرض الخطير وشديد العدوى والذي يسبّبه فيروس، وفي عام 1980، أي قبل انتشار التطعيم على نطاق واسع، كان هذا المرض، يودي بحياة نحو (2.6) مليون نسمة كل عام.

وكشفت المنظمة عبر موقعها الرسمي، أن الحصبة لا تزال من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم، وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وناجع لمكافحتها، فقد شهد عام 2015 وقوع 134200 حالة وفاة بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ معظم تلك الوفيات طالت أطفالاً دون سن الخامسة.

فيما أوضحت، أن التطعيم ضد الحصبة خلال الفترة 2000-2015 حال دون وقوع وفيات يُقدّر عددها بنحو 20.3 مليون وفاة، ليصبح بذلك لقاح الحصبة واحداً من أفضل اللقاحات التي يمكن شراؤها في مجال الصحة العمومية.