سورية.. وتحديات العام الدراسي الثالث منذ بداية الأزمة

طلاب سوريا
طلاب سوريا

وسط أرقام أممية تفيد بتدمير ما يقارب الـ3000 مدرسة منذ بداية الأزمة السورية ومقتل المئات من موظفي التربية السورية من مُدرسين وإداريين، واحتلال عصابات المسلحين للمدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم وتحويلها لمعتقلات أو محاكم شرعية أو مدرسة تابعة لدولة العراق والشام الإسلامية، وبالرغم من قرب الأزمة السورية من الوصول إلى عامها الثالث، وحالة الحرب التي تعيشها بعض المدن والأرياف السورية إلا أن الحكومة السورية استطاعت على إبقاء ما يمكن إبقاؤه من القدرة على البدء بعام دراسي جديد في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية، إذ أن معارضي النظام منذ بدايات الأزمة ما انفكو بالخروج مطالبين بالإضراب عن الدوام في المدارس وسط الترهيب والتهديد لمن يداوم و تحت شعار (لادراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس)

ففي أواخر شهر أيلول سبتمر الماضي بدء عام دراسي جديد في سورية وبدأ الصباح يعلو ضجيجه بأصوات طلاب المدارس في مدن سورية عدة كحمص واللاذقية والسويداء وحلب والحسكة والقامشلي وطرطوس والعاصمة دمشق.

أطفال سوريا طلاب
أطفال سوريا طلاب

ففي العاصمة دمشق تم تأمين وتجهيز المدارس بكافة مناطقها وفي بعض أرياف المدينة لاستقبال الطلاب وسط تسهيلات وزارية بموضوع اللباس المدرسي بسبب غلاء المعيشة حاليا، وصعوبة الوضع الإقتصادي، وتوافد طلابي كبير للمدارس من جميع المناطق في ظل الازدحام السكاني الكبير في العاصمة وضواحيها بسبب نزوح غالبية سكان الريف الدمشقي إليها بعد أن أجبرتهم العصابات المسلحة على الخروج منها، هؤلاء النازحين ووأولادهم وجدوا المدارس تستقبلهم كبيوت آمنة أيضا، إذ أن غالبية مدارس العاصمة تستخدم كمراكز إيواء للنازحين واستطاعت الجهات المعنية بجهود كبيرة من إنجاح هذه المعادلة بحيث يتم تأمين الصفوف اللازمة للطلاب والأساتذة للتدريس صباحا واستخدام صفوف أخرى للنازحين مساءا مع المرافق الخدمية الضرورية.

وعلى الصعيد الأمني مازالت العاصمة تتعرض لسقوط قذائف الهاون من مناطق سيطرة عصابات المعارضة المسلحة في الريف، ففي مناطق العباسيين والقصاع والتضامن والدويلعة وباب توما تتعرض بشكل متقطع لقذائف الإرهاب التي ينتج عنها اصابات بشرية وأضرار مادية أما بلدة جرمانا والتي نالت النصيب الأكبر فسقوط القذائف مستمر بشكل شبه يومي وإحدى تلك القذائف سقطت في مدرسة ابتدائية منذ اسبوعين نتج عنها إصابات بين الطلاب واستشهاد مدرس.

وبالرغم من هذا المشهد، يصر السوريين على الخروج لأشغالهم وأعمالهم وعلى ارسال أبنائهم للمدارس في حب للحياة وإصرار عليها بشكل يومي وبناء مستقبل وطنهم بالجهد والفكر والعمل.