بعد تكليفه رسمياً.. ما فرص غانتس في تشكيل حكومة جديدة؟

غزة _”شرق”

حصل بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، والمنافس الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على تكليف رسمي من الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلين، بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، فما فرص غانتس لتشكيل الحكومة القادمة؟ 

قال الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي، سعيد زيداني: بيني غانتس، حصل على التكليف، وأولوياته واضحة، فهو يريد أن يبدأ بمحاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب مع حزب (ليكود) برئاسة نتنياهو، وإذا فشل في ذلك، سوف يذهب إلى تشكيل حكومة ضيقة بدعم خارجي من (القائمة المشتركة)، وفي الحالة الثانية، فان عمر الحكومة لن يكون طويلاً.

وأضاف زيداني” الإمكانية الأكبر الآن، هي تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب بين نتنياهو وغانتس، هذه الأولوية الأولى، سواء لحزب (ليكود) أو لحزب (أزرق أبيض) وهذا ما يتم العمل عليه جدياً، وأتوقع أن يلجأ غانتس إلى تشكيل حكومة ضيقة بدعم خارجي من (القائمة مشتركة)، وإن حدث ذلك لن تعمر تلك الحكومة طويلاً، بسبب التناقضات الداخلية في مثل هذه الحكومة. 

وقال الدكتور عمر جعارة، المختص بالشأن الإسرائيلي: الآن هناك بوادر تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن أمامهم مشكلتان، الأولى: أن المطلوب الآن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وليست حكومة طوارئ، بمعنى سيأتي نتنياهو بكل اليمين ويأتي غانتس بكل معسكر اليسار، ويصبح دور (القائمة العربية) المشتركة تعد مناصب وزارية في حكومة تشن الحرب هنا وهناك.

وأضاف جعارة : “أن يكون حق الفيتو لدى غينتس، وأن تكون لنتنياهو سنة أولى فقط، ثم سنتين لغانتس ثم سنة لنتنياهو، وإذا وافق نتنياهو على ذلك تتشكل حكومة فوراً، ولكن منذ الصباح وإلى الآن لا يوجد موافقة من نتنياهو على ذلك.

وأشار إلى أن حصول غينتس على الفيتو، يعني أن نتنياهو لا يستطيع أن يفصل أي وزير من كتلة اليسار، مردفاً أن رفض نتنياهو لذلك، يعني بقاء الحكومة كحكومة انتقالية، ومشدداً على أن عدم موافقة (ليكود) يعني لا وجود لحكومة وحدة وطنية.

وتحدث الباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية علي الأعور عن ثلاثة سيناريوهات للمشهد السياسي في إسرائيل، قائلاً: في ضوء الخارطة السياسية الإسرائيلية، وانقسام الجمهور الإسرائيلي إلى قسمين” اليمين ووسط اليسار مع وجود حزب (إسرائيل بيتنا) باعتباره حزباً يمينياً علمانياً، والأمنيات التي تتمناها رئيسة حزب (جيشر) اورلي  ليفي اباكسيس، بالعودة إلى جذورها اليمينة، وامتناعها عن التصويت لصالح بيني غانتس، مع وجود عضوي كنيست من قائمة (أزرق أبيض) وهما: تسفيكا هاوزر، ويوعاز هندل، ورفضهما أي دعم من (القائمة المشتركة) لتشكيل حكومة ضيقة، تشمل وسط اليسار، وبدعم من ليبرمان.

وأكد الأعور، أن مهمة غانتس لن تكون بتشكيل حكومة أقلية بدعم من المشتركة ممكنة، وتبدو شبه مستحيلة، بسبب رفض عضوين من قائمة (أزرق- أبيض) هما: هندل وهاوزر، دعم العرب لحكومة أقلية برئاسة غانتس، بالإضافة إلى رفض أورلي ليفي اباكسيس التصويت لصالح غانتس، وبالتالي حكومة أقلية بدعم من المشتركة، خارج حسابات غانتس.

وأضاف: “بقي هناك سيناريوهان أمام غانتس ونتنياهو وهما، أولاً: تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب بين غانتس ونتنياهو وهذه المرة سوف يكون غانتس في المرحلة الأولى من ولاية الحكومة، وبالتالي يكون رئيس حكومة في السنتين الأولى والثانية  والسبب في ذلك زيادة الضغوط على نتنياهو من قبل قائمة (أزرق وأبيض) وحزب (إسرائيل بيتنا) برئاسة ليبرمان من خلال سن مجموعة من القوانين، وطرح مشاريع لمجموعة من القوانين التي تقود في نهاية المطاف لعزل نتنياهو كلياً من الحياة السياسية في إسرائيل.

وأكمل: ثانياً: حكومة طوارئ من كافة الأحزاب اليسارية واليمينة وبالتأكيد بدون مشاركة (القائمة المشتركة) في هذه الحكومة لمواجهة وباء (كورونا) والتي أخذت تتزايد الأعداد من المصابين بـ (كورونا) في إسرائيل، وبالتالي الجميع يريد أن يظهر أمام الجمهور الإسرائيلي على أنه حريص على حياة الإسرائيليين وترك السياسة جانباً في المرحلة المقبلة، وهذا الاقتراح قوي جداً في ظل الظروف التي تعيشها إسرائيل من خلال مواجهة وباء (كورونا).

وأشار إلى أن فشل غانتس في تشكيل أية حكومة إسرائيلية جديدة،  سوف يمنح التفويض إلى نتنياهو؛ لتشكيل حكومة جديدة، وهنا سوف يكون بمقدور نتنياهو الحصول على تفويض من الرئيس ريفلين لتشكيل الحكومة الجديدة، وسوف يحصل على  دعم  صوت آخر من حزب (جيشر) أورلي ليفي اباكسيس، ولكنه لن يتمكن من الحصول على61 عضو كنيست لنيل الثقة من كنيست،  وبالتالي فإن نتنياهو، سوف يتوجه إلى انتخابات رابعة، وتعتبر هذه الخطوة مهمة جداً لنتنياهو، لأنه سوف يبقى رئيس حكومة إسرائيل، وهي حكومة انتقالية.
مستدركاً: لكن نتنياهو لا يستطيع اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية كما لو كان رئيس حكومة، حصلت على ثقة (كنيست) الإسرائيلي، بالإضافة إلى قدرته على المناورة، لكسب مزيد من الوقت ليس فقط إلى أيلول/ سبتمبر المقبل، وربما بسبب وباء (كورونا) ربما يبقى رئيس حكومة انتقالية، قد تمتد حتى نهاية العام الحالي، وبداية العام الجديد من أجل مواجهة وباء (كورونا) وتحويل كافة القضايا السياسية والحزبية إلى  الثلاجة وتجميدها؛ لكسب مزيد من الوقت لتأجيل محاكمته أو عقد صفقة مع الادعاء العام، وربما هذا الأمر يستغرق وقتاً كافياً لنتنياهو وفريق الدفاع؛ ليحصلوا على محاكمة  توفر له براءة أو تهم بسيطة، وفقاً لتغير الظروف والشهود في الملفات الثلاثة، والمتهم فيها نتنياهو رسمياً: الرشوة، الاحتيال خيانة الأمانة.