أبو رعد النموذج الذي نحتاجه

الكاتب: ثامر سباعنة – مركز الميدان للدراسات والأبحاث – جنين 

يحتاج كل شعب الشخصيات التي يمكن أن تعتبر النموذج أو الرمز الوطني، والشعب الفلسطيني وكشعب مُحتل مُقاوم وعلى طول مسيرته النضاليه قدّم الأمثلة على الشخصيات الوطنية والرموز التي لا زال الشعب الفلسطيني يتغنى بها ويُفاخر بها، فمن عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام وصولاً إلى أحمد ياسين وياسر عرفات وفتحي الشقاقي وأحمد سعدات وغيرهم الكثير ممن وثقهم التاريخ الفلسطيني كرموز وطنية للقضية الفلسطينية.

أبو رعد رمزية ثورية:

فتحي خازم (أبو رعد) الفلسطيني الذي بات أيقونة ونموذج يعتز به كل فلسطيني، تجد آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر صورته وتنشر ما يُشيد بهذا الرجل، لكن لماذا؟

كيف استطاع أبو رعد أن ينال هذه المكانه لدى الشارع الفلسطيني؟

أبو رعد الخازم والد لشهيدان هما رعد وعبد الرحمن، رعد الذي نفذ عملية بطولية في شارع ديزنغوف، وعبد الرحمن الذي ارتقى شهيدا في معركة مع جيش الاحتلال في مخيم جنين يوم 28 أيلول 2022م، وأبو رعد صاحب منزلين قام الاحتلال بهدمهم، إضافة إلى كون أبو رعد مطارد للاحتلال منذ استشهاد ابنه رعد، بل يعتبره الاحتلال الآن المطارد الأول لجيشه في جنين والأكثر استهدافاً خلال المرحلة المقبلة، ووصفته وسائل الاعلام الصهيونية بأنه الشخصية الأكثر تأثيراً في الضفة الغربية، كل هذه المقومات جعلت من أبو رعد مثال على التضحية والفداء الحقيقي، وصورة من صور الثبات التي يحتاجها الشباب الفلسطيني، إضافة إلى كون أبو رعد قريب بل جزء من الشارع الفلسطيني يعرف همومه ويعرف ما يحتاجه.

الخطاب الديني الذي يقدمه أبو رعد، و البعيد عن  البُعد تنظيمي، جعل من أبي رعد قريب لقلوب ونفوس الفلسطينيين، ولامس ما تربى عليه الفلسطينيين.

جاء أبو رعد في ظل الغياب الواضح لقيادة واعية وحدوية للمقاومة في الضفة، وأعطى بُعد روحي ونموذج تنظيري للمقاومة.

النفس الوحدوي في كلمات وخطب أبو رعد، جعلت منه أيقونة يعتز بها الفلسطينيين في ظل حالة الانقسام الفلسطيني التي أوجعت وأثرت بكل فلسطيني، وكان لها الأثر الواضح على القضية الفلسطينية، وخلق حالة اجماع وطني فلسطيني حول خيار المقاومة وتبنيه في الشارع الفلسطيني.