لغز عودة شيريهان يثير النقّاد

1380714030_chirihan_(1)_0

الشروق الاعلاميه

ودة شيريهان للساحة الفنية أصبحت العنوان الرئيسي في الوسط الفني العربي في الوقت الذي يؤكّد كل المقرّبين منها استحالة عودتها، إلا أن مشروع مسلسل “دموع السندريلا” ما زال قائماً. وبين كل هذه التوقّعات والتخمينات، نرصد في هذا الملف رأي  نقّاد.
شيريهان لم يكن توقّفها عن الساحة الفنية أمراً محبّباً لها، لكن منذ عام 2002 كان ضرورياً لتعرّضها لوعكة صحيّة كبيرة. والمثير أن مجلة «سيدتي» انفردت في سبتمبر 2002 (أيلول) بقصة مرض شيريهان، حيث كان لها السبق الأوّل في العالم العربي بالتحدّث عن ورم شيريهان في العدد «1123» بتاريخ 14 سبتمبر (أيلول) 2002 وذلك قبل أسابيع من سفرها إلى باريس وخضوعها لعملية جراحية دقيقة استغرقت 17 ساعة لاستئصال ورم من الوجه في مستشفى «بيتيه سالبيتربير»، على يد الأخصائي لورانس لينا والذي قالت له شيريهان قبل الخضوع للعملية: «أنا مستعدّة للقاء اثنين، الله سبحانه وتعالى والثانية ابنتي «ماليش غيرها في الدنيا».

تروّج لهذه الفكرة فقط
تؤكّد الناقدة خيرية البشلاوي أن شيريهان عادت لجمهورها بدعم رائع لثورة يناير. وبالفعل كانت داعمة بشكل كبير للناس، وتعاطفوا معها ولاسيما أنها اعترفت بمرضها على الهواء. وكان كلامها حافزاً للناس للتواجد في الشارع، لكن كل فنان يجب ألا يبتعد عن الناس وتظلّ في ذاكرته الرغبة في التواجد معهم، غير أنّ شيريهان فنانة موهوبة وابتعادها خسارة كبيرة». وتضيف خيرية: «أتمنى أن تعود شيريهان للساحة الفنية لأنه لم يكن لها بديل عبر السنوات الماضية، وبالتالي تركت فراغاً كبيراً، لكنني أشعر أنها تروّج لهذه الفكرة ليس أكثر».
وحول مدى قدرتها على منافسة الأجيال الجديدة في الساحة الفنية حالياً في حالة العودة أضافت: «شيريهان فنانة مبهجة جداً. وقبل أن تعود يجب أن تسأل نفسها: هل هي قادرة على إشاعة البهجة في قلوب الناس كما تعوّدوا منها؟ لكنني أرى أنه إذا لم تستطع شيريهان أن تقدّم عملاً درامياً، فعليها أن تقدّم برنامجاً استعراضياً. وكل القنوات في هذه الحالة سوف تتمنّى أن تتواجد شيريهان على شاشتها، وأيضاً هي سوف تحقّق فكرة تواجدها على الشاشة. وهكذا جمهورها سوف يستعيد ذكرياته معها».
بدون تعجّل
بينما قالت الناقدة ماجدة خير الله: «ينبغي أن ندعم فكرة عودة شيريهان لأنها توقّفت عن التمثيل لفترة جرّاء ظروف صحيّة، والآن أصبحت أكثر جاهزية. كما أننا لا يمكن أن نحكم على تجربة لم نرها، ويجب أن نعطيها فرصة التواجد وبعد ذلك نحكم عليها ما إذا كانت مؤهّلة للعودة أم لا». وأشارت ماجدة خير الله: «شيريهان قادرة على العودة والمنافسة. ولا يستطيع أحد أن يمنعها لأنها محارِبة في الحياة. والشيء الأهم أننا يجب ألا نفرض عليها اتجاهاً فنياً محدّداً، بل نترك لها حرية الاختيار حتى لا يكون الحكم قبل الفعل».
أفضّل عدم عودتها
الناقد الفني محمد حجازي اعتبر أنه لا يمكن أن نتوقّع أي شيء بالنسبة إلى عودة شيريهان لأننا لا يمكن أن نحكم على عودة لم نرها حتى الآن. وأوضح قائلاً: «شيريهان كانت نجمة عظيمة، ولا نعلم كيف هو حالها الفني اليوم. وأنا كناقد لا يوجد لديّ ترقّب معيّن لعودتها لأنها انقطعت تماماً عن الفن، وهذا الأمر يبهت كثيراً من وهج الصورة التي كانت عليها. وفي كل الأحوال، لم تتأكّد عودة شيريهان إلى الأضواء وكل ما يحكى مجرّد كلام متداول عن إنجاز النص، وأنها قبلت به وقالت لكاتب مسلسل «دموع السندريلا» محمد الحناوي أنها لن ترفض عرضه، ولكن كل هذا الكلام لم تؤكّده هي مباشرة». وإذا حصلت العودة فعلاً، هل يمكن أن تتأثّر بوجود نجمات الجيل الجديد؟ يجيب حجازي: «هذا مجرد كلام افتراضي، كأن يقال هل يستطيع محمود ياسين أن يزيح بعودته أحمد عز أو أحمد السقا؟ محمود ياسين كان له زمانه الفني تماماً كما أن لأحمد عز وأحمد السقا زمانهما الفني».
وعن إمكانية تقبّل الجيل الجديد لها يقول حجازي: «الجيل الجديد لا يعرفها وهو سيتعامل معها كأي فنانة أخرى، لأن لكل زمن نجومه وناسه، ولذلك لا يمكن الاستعانة بنجوم من زمن مضى ووضعهم على رأس زمن آخر. وحتى لو عاد عبد الحليم حافظ مجدداً، فهو لن يكون في الصورة التي كان عليها عندما كان سيّد الأغنيات في الفترة الممتدّة بين الستينات والسبعينات».
وعمّا إذا كان يؤيّد عودتها أم أنه يفضّل فكرة ابتعادها حفاظاً على صورتها السابقة التي يمكن أن تهتزّ في حال تعرّضت تجربتها الجديدة إلى الفشل، أوضح حجازي: «هذا الأمر يعود لها وحدها، ويجب أن تسأل شيريهان شخصياً «لماذا قرّرتِ العودة اليوم؟». وأنا كناقد أفضّل عدم عودتها، وأعتبر ذلك أفضل لها، لأنّ العز والنجومية اللذين صنعتهما في الماضي لن تتمكّن من استعادتهما اليوم مهما فعلت، ولاسيما أنه لا توجد أعمال كبيرة في مصر ويعيش العالم العربي وضعاً سيّئاً، عدا أن صورتها تحوّلت إلى صورة ثورة ولم تعد صورة فنانة. فهي نزلت إلى «ميدان التحرير»، وشاركت بما يسمّى بالربيع العربي وتصرّفاتها لم تعد تصرفات فنانة منذ فترة بعيدة. وحتى هذه اللحظة، أنا لا أصدّق أن شيريهان سوف تعود إلى الفن».
وحسب رأيه الشخصي عن الأسباب التي جعلت شيريهان تفكّر بالعودة في حال تحقّق ذلك، يقول حجازي: «لا يمكنني أن أفترض عنها، ولكن يجب عليها أن تعرف أنها إذا كانت نجمة في زمن معين، فهذا لا يعني أنها ستكون نجمة في زمن آخر».
كما يجد حجازي أن هناك استحالة في عودة شيريهان من خلال الفوازير قائلاً: «هي لا تستطيع الرقص لأنها ابتعدت عن أجوائه منذ أكثر من 15 عاماً. وإذا عادت شيريهان، فسوف تعود ممثلة جديدة”.