مظاهرات تركيا توقع المزيد من القتلى

دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم السبت إلى وقف فوري للمظاهرات الأعنف ضد الحكومة منذ سنوات في الوقت الذي اشتبك فيه محتجون مع شرطة مكافحة الشغب في اسطنبول لليوم الثاني.

وتعهد اردوغان بالمضي قدما في خطط اعادة تنمية ميدان تقسيم بوسط اسطنبول وهو الأمر الذي أثار مظاهرات قائلا إن هذه القضية تستغل كمبرر لاذكاء التوتر.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لمنع المحتجين الذين كانوا يرددون “التوحد ضد الفاشية” و”استقالة الحكومة” من الوصول إلى الميدان حيث أصيب المئات في اشتباكات وقعت يوم الجمعة (31 مايو).

واشتبك محتجون أيضا مع الشرطة في حي بشكطاش بعد عبور جسر فوق البوسفور في محاولة أخرى على ما يبدو للوصول إلى ميدان تقسيم.

وقال اردوغان في كلمة أذاعها التلفزيون “تركيا يحكمها نظام برلماني. كل أربعة أعوام نجري انتخابات وهذه الأمة تختار”.

“أطلب من المحتجين ان ينهوا على الفور مثل هذه التصرفات حتى لا يقع المزيد من الاصابات بين المارة والزوار اصحاب المتاجر المحليين.”

متظاهرون أتراك يشعلون النار
متظاهرون غاضبون في تركيا

واضاف “برغم الاستفزازات من جانب المنظمات غير القانونية وبرغم الضرر الذي وقع للمتاجر المحلية وبرغم الهجمات بالحجارة والقنابل الحارقة لا تزال الشرطة تعمل في اطار السلطة الممنوحة لها. لكن كما قلت من قبل فقد اعطيت اوامر لوزير الداخلية وللمحافظ باتخاذ الاجراءات اللازمة اذا استخدمت قوة مفرطة.”

بدأت الاحتجاجات في متنزه جيزي قرب ميدان تقسيم في وقت متأخر من مساء يوم الإثنين (27 مايو) بعد قطع أشجار بموجب خطة حكومية لاعادة التنمية ولكنها اتسعت إلى مظاهرة كبيرة ضد ما يصفونه بتسلط اردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
وأشرف اردوغان على تحول تركيا خلال عشر سنوات أمضاها في السلطة وحول اقتصادها من اقتصاد يعاني من أزمة مزمنة إلى الاقتصاد الأسرع نموا في أوروبا وما زال بشكل كبير السياسي الأكثر شعبية في البلاد.

إلا أن منتقدين يشيرون إلى تسلطه وما يصفونه بتدخل حكومته في الحياة الخاصة. وأدت القيود الأكثر صرامة على مبيعات الخمر وتحذيرات من اظهار العاطفة على الملأ في الأسابيع الأخيرة إلى احتجاجات. ويشعر كثير من الأتراك أيضا بالقلق من أن تؤدي سياسة الحكومة إلى أن يجر الغرب تركيا للصراع في سوريا.

وقال مسعفون إن ما يقرب من ألف شخص أصيبوا في الاشتباكات في اسطنبول أمس وهي أعنف مظاهرات مناهضة للحكومة منذ أعوام. وقال اتحاد الأطباء التركي إن نحو ستة متظاهرين فقدوا البصر بعد اصابتهم في العين بعبوات غاز.

وأبدت وزارة الخارجية الأمريكية قلقها إزاء عدد الاصابات في حين قالت منظمة العفو الدولية والبرلمان الأوروبي إنهما يشعران بالقلق إزاء استخدام الشرطة للقوة المفرطة. وقال وزير الداخلية معمر جولر إنه سيجري التحقيق في المزاعم باستخدام الشرطة للقوة المفرطة.