خلافة الرئيس بعد “التهديدات” الأمريكية.. هل بدأت اللعبة.. ومن الشخصية الأقرب للكرسي؟
شبكة شرق – غزة كشفت صحيفة (ميدل إيست آي) البريطانية، عما دار بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارة أبو مازن للرياض.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن بن سلمان استخدم “الدبلوماسية الناعمة” مع الرئيس الفلسطيني، وطلب منه دعم الخطة التي ترعاها واشنطن لعملية السلام، وذلك بعد أن لوّح ببديله المتمثل بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، في حال رفض عباس ما تريده السعودية، وذلك خلال زيارة أبو مازن الأولى للرياض بداية الشهر الحالي.
بدورها، قالت صحيفة (الخليج أون لاين) القطرية: إن الإدارة الأمريكية، أعطت الضوء الأخضر لخلاياها في المنطقة بالتحرك لإيجاد بديل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن لقاءات سرية بمشاركة عربية تعقد من أجل ذلك.
وأضافت الصحيفة، أن هذا الملف الذي أطلق عليه “بديل عباس” أصبح بالنسبة لترامب أولوية كبرى قبل إطلاق أي عملية سياسية تتعلق بإيجاد حلول للصراع، وإحياء مشروع “التسوية” بعيداً عن عباس، ذاكرة أسماء كماجد فرج وسلام فياض وكذلك محمد دحلان.
يأتي ذلك، عقب التصعيد الحاد للخطاب الذي أطلقه الرئيس عباس، بوجه الإدارة الأمريكية، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار “القدس عاصمة لإسرائيل”، وذهاب السلطة الفلسطينية لمجلس الأمن، ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك صعود الرئيس لمنبر منظمة التعاون الإسلامي، يهاجم الرئيس الأمريكي وقرارته بالقدس، واتهامه له أنه “غير نزيه” وكذلك رفضه التعامل مع الإدارة الأمريكية كوسيط “سلام” بينه وبين إسرائيل.
البروفيسور عبد الستار قاسم، قال: إنه يمكن أن ينتخب محمد دحلان في حالة واحدة، وهي أن ينتخب من قبل حركة فتح، وهذا قد يحدث بعد رحيل أبو مازن، وكذلك ينتخب من قبل حماس، لأنه حسب تقدير الكاتب فان أوراق دحلان في الشارع “محروقة”، متسائلًا: هل يمكن أن تتفق فتح وحماس لاختيار دحلان؟.. أنا أشك بحدوث ذلك، إذن فهذا المُعطى “غير متاح”، وبالتالي لا وجود لأية فرص لدحلان لرئاسة السلطة.
وأضاف عبد الستار: لربما يكون دحلان “حلًا” لحسم الخلافات داخل جسم حركة فتح، لاسيما وأن الحركة غنيّة بالزعماء، فبعد أبو مازن، من المحتمل إذا ما اختلف هؤلاء الزعماء أن يتفقوا على محمد دحلان، واستغلال أن حماس أصبحت “ليّنة” في التعاطي مع قيادي فتح السابق، وبالتالي عقد صفقة لتنصيب دحلان.
وتابع: في العام 2005 من أتى بأبو مازن هما حركتا حماس والجهاد، عندما قررا الانسحاب من انتخابات الرئاسة، وبالتالي هذا عزز أسهمه بالفوز لعدم وجود منافسين.
وعن أسهم بعض القيادات الفلسطينيين لخلافة أبو مازن على رأس السلطة، أكد أن معظمهم لا يمتلك (كاريزما) قيادية، وعلى سبيل المثال، فان مدير المخابرات العامة ماجد فرج، من المستبعد أن يكون في منصب رئاسة السلطة، رغم ان الكثيرين يضعوه على رأس قوائم الخيارات المقترحة، لكن وفق عبد الستار قاسم، فإن الشعب لا يميل لاختيار رجالات الأمن للرئاسة، وهو يرأس أقوى جهاز أمني.
وحول اقتراح حسين الشيخ للمنصب، قال البروفيسور: لربما أكثر ما يفيده علاقته بالطرف الإسرائيلي، بينما الدكتور سلام فياض، فأكد قاسم أنه أخطأ لعدم قدرته على بناء أرضية شعبية يرتكز عليها مستقبلًا، رغم أنه كان في ثاني أقوى منصب فلسطيني وهو رئاسة الحكومة، لذا من الصعب أن يفرض الأمريكان علينا شخص ليس له شعبية، حتى لا يفضح مخططهم.
وأضاف: بالنسبة للدكتور رامي الحمد الله، فهو رجل أكاديمي، ولا يحظى بالغطاء التنظيمي، والشعب يختار ابن التنظيم وهنا نتحدث عن فتح وحماس، وهو ليس فتحاويًا أو حمساويًا.
وذكر قاسم، أن محمود العالول شعبيته “مهزوزة” في مدينة نابلس، فهو لم يثبت جدارته في الشارع النابلسي ليقود السلطة، بينما توفيق الطيراوي أسهمه “ضعيفة” لسببين: الأول لأنه ينطبق عليه ما ينطبق على ماجد فرج على اعتبار أنه مدير المخابرات السابق، وكذلك بسبب علاقته في مرحلة ما بمحمد دحلان.
موقع (تيك ديبكا) الاستخباراتي الإسرائيلي، قال إن الإدارة الأمريكية ستعاقب الرئيس عباس، بسبب عدم توقف حملاته ضد الرئيس الأمريكي، في حين أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات محمد بن زايد وأمير قطر تميم بن حمد، أبلغوا الرئيس بضرورة وقف الهجمة التي يقودها ضد الولايات المتحدة؛ لكنه رفض ذلك، واستمر في ذات المنهج عندما قابل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث هاجم الإدارة الأمريكية، ثم جدد تأكيده على أنها خارج عملية السلام.
بدوره، الكاتب والمحلل السياسي الدكتور هاني العقاد، أكد أن بعض الأطراف الإقليمية تلعب على “المتناقضات” في تعاطيها مع الرئيس أبو مازن، بهدف الابتزاز ليقدم “تنازلات” معينة، ولتحقق تلك الدول مصالحها الخاصة استغلالًا للقضية الفلسطينية.
وأوضح العقاد، أن الرئيس لن يخضع لتلك الابتزازات، ولن تؤتي ثمارها، لأن الفلسطينيين موقفهم واضح مما يحدث وهو ألا تعامل مع الإدارة الأمريكية، بعد قرار ترامب “القدس عاصمة لإسرائيل”، ومحاولة “إزاحة” الرئيس عن رئاسة السلطة، ليأتوا بشخص آخر هم أعدوه، سيفشل بنهاية المطاف، فلا محمد بن سلمان ولا غيره يستطيع أن يتدخل باختيارات الشعب الفلسطيني.
وبيّن أن الولايات المتحدة لديها مشروع في المنطقة، وهي بذات الوقت تريد وضع ذاك الشخص الذي تستطيع فرض الإملاءات عليه، وينجح ما تصبو إليه إسرائيل، متابعًا: جلوس أي شخصية فلسطينية (خارج إطار الشرعية الفلسطينية) وفي هذا الوضع مع الإدارة الأمريكية سواءً من مستشاري ترامب في المنطقة جاريد كوشنير أو جيسون غرينبلات، يصنف ذلك على أنه أمر “مشبوه”، ويتماهى مع المشروع الأمريكي، ولن يقبله الشعب الفلسطيني.
وختم العقاد حديثه قائلًا: باعتقادي القيادات الفتحاوية، كلهم مع الرئيس محمود عباس، ولن يقبلوا بأي طرح يضر الشعب الفلسطيني، وسيرفضون اعتلاء القيادة الفلسطينية على حساب الشرعية ممثلة بالرئيس أبو مازن، ولن يقبلوا حتى بأن يكونوا أداة لإزاحة الرئيس أبو مازن، على حد تعبيره.
أما الدكتور رياض العيلة، فذكر أنه لا أحد يستطيع فرض أشخاص على الشعب الفلسطيني، حتى الإدارة الأمريكية، فالذي يضع الرئيس هو الشعب الفلسطيني، وكذلك منظمة التحرير، لذا فكل المطروحة أسماؤهم لن يتم اختيارهم شعبيًا، مبينًا أن الرئيس محمود عباس لا يزال يحظى بشعبية كبيرة والتفاف شعبي واضح رغم ما قد يُحاك ضده عربيًا ودوليًا.
وأضاف العيلة كذلك لا تستطيع أي دولة عربية، اختيار قائد للشعب الفلسطيني، فكل شخص يقال إنه مدعوم من جهة لا يتم اختياره، لأن إرادة الشعب هي من يحدد أولوياته ومساره السياسي، لافتًا إلى أن أبو مازن يمر بمرحلة “حاسمة” ويحتاج لتكاتف رسمي وشعبي حوله وحول مشروعه، فهو من يتصدى للمشاريع الأمريكية التصفوية.
وأوضح أنه، الأفضل لحركة حماس دعم الرئيس محمود عباس، وتسير بجانبه ضد الترهيب الأمريكي الواضح، وأن تبدأ تطبيق مخرجات المصالحة الوطنية على الأرض، لذا تسريع وتيرة المصالحة ينعكس إيجابًا على صلابة الجبهة الداخلية، وكذلك الخارجية التي تتصدى لمشاريع ترامب، والتي بدأت مؤخرًا في القدس.