صفقة القرن والقضية الفلسطينية

كثر الحديث في الأونةِ الأخيرة عن صفقةِ القرن المرسومة أمريكياً، والمنفدة عربياً، بغطاءٍ أوروبياً، بدأت معالمها في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بدأ بإظهار خفاياها، فهي هدفها في نهايةِ المطاف إقامة الدولة اليهودية من النيلِ للفرات، ومنع الشعب الفلسطيني من حقهِ في إقامةِ دولته على أرضهِ المشروعه له، أو بطريقة أخرى تهجيرهم إلى البلدان العربية أو إقامة دولتهم في سيناء.

كان من أبرز معالم هذه الصفقة الاعتراف الأمريكي بالقدس موحدة عاصمة للكيان الصهيوني، وتلها عدة قرارات جائرة بحق الشعب الفلسطيني منها قرار الكنيست والليكود المتطرف بضم أراضٍ الضفة والقدس وتوسيع استيطانه، وابتلاع ما تبقى من أرضِ عربية فلسطينية، لتكون إسرائيل بهذه الطريقة المسيطرة على الأرضِ وموسعه دولتها.

وفيما يتعلقُ بأرضِ سيناء المصرية، واستكمالاً لصفقة العصر،  قامت أمريكا وإسرائيل بنقل تنظيم داعش الإرهابي إلى أرضِ سيناء، وذلك ليتم استنزاف الجيش المصري وإنهاك قواته، وأيضاً تجهير سكان محافظة شمال سيناء، وذلك  لتمكين الجيش المصري من محاربة الإرهاب، وهنا يكمن الدور الصهيوأمريكي وحلفاءهم في المنطقة، بشن حرب اقتصادية على قطاع غزة وتجويع المواطنين، وانتشار الفقر ومن ثم يستسلم الشعب الغزي بهذه الطريقة بسهولة، و بعد نهاية الحرب الاقتصادية ستبدأ الحرب العسكرية الحاسمة على غزة وستكون من نتائجها حسب معالم صفقتهم تهجير سكان مدينة غزة إلى أرضِ سيناء المصرية بالإضافة إلى حل مشكلة المستوطنات الإسرائيلية بتهجير اللاجئين وتجميعهم في هذه المنطقة وخطتهم إقامة الدولة الفلسطينية هناك.

موقف دول الطوق ودول الخليج جاء ضعيفا ً بلا أي فائدة تذكر، وقريباً سيتم الضغط من قبلهم على القيادة الفلسطينية علنياً بالعودة إلى المفاوضاتِ تحت الرعاية الأمريكية وبدون القدس، ولن تمر صفقة القرن إلا إذا لاقت غطاءٍ رسمياً عربياً، وهذا هو الواضح، تخاذل عربي غير مسبوق للقضية الفلسطينية بحجه انشغالهم ببلدانهم ومشاكلهم الخاصة، بالإضافة إلى قولهم:” نحن لسنا حمل حروب ومواجهة أمريكيا، ولا فرق بين رام الله والقدس، والأمور أصبحت فرض أمر واقع ما في داعي للرفض، وفي النهاية المواطن الفلسطيني ما رح يأخذ أكثر من بيتهِ”.

من وجهة نظري هؤلاء العرب لا فائدة منهم، ويجب استغلالهم لصالح قضيتنا ومقدستنا، ونستفيد من كل الإمكانيات التي نستطيع أن نكسب الفائدة منها لإقامة دولتنا الفلسطينية، كما أمريكا وإسرائيل تستغلهم لمصالحهم الخاصة.

ومن جانب آخر واستكمالاً لصفقة القرن تصفية القيادات الفلسطينية التي تشكل خطراً على الكيان الغاصب، وقبل أيام وضع اسم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على قائمة إرهاب الخزانة الأمريكية، ما هو إلا إعطاء مبرر وغطاءٍ شرعي لاغتياله.

الموقف الفلسطيني الرسمي  حتى اللحظة رغم ضعفه، إلا أنه لا يتماشى مع السياسةِ الأمريكية، ويجب عليهم عدم الرضوخ للضغوطات الخارجية، وعدم العودة بتاتا للمفاوضات العبثية، ويجب عليهم دعم وإسناد الانتفاضة الشعبية بكل الوسائل، إضافة إلى ذلك السير نحو إتمام المصالحة الفلسطينية بخطى ثابته ورفع الحصار عن قطاع غزة ودعمه مادياً لكي تفشل هذهِ الصفقة ولا نكون شركاءً لهم بها.